الثلاثاء، 19 يناير 2016

رواية لا شئ ..


صدرت رواية جديدة للكاتب أحمد زكريا الأمير عن دار ليلى لهذا العام ٢٠١٦  و ستشارك بإذن الله فى معرض الكتاب بالقاهرة .. رواية كتبت بالنسق التتابعى و هو نسق يعد جديدا بعض الشئ على الرواية العربية حيث تولد ذلك النسق فى الروايات العالمية نظرا لضيق الوقت لدى القارئ خاصة مبتدئ القراءة الروائية و من هنا بدأ هذا النسق بالتطور الى أن وصل الى نسق خاص بالرواية الحديثة و أطلق عليه النسق التتابعى أو المتسلسل .. حيث تروى أحداث الرواية بطريقة المشاهد المتتابعة و المكملة لبعضها مما يجذب انتباه القارئ لفحوى الرواية و أيضا تبنى بشكل كامل على الترميز سواء كان انسانى او بشرى أو ترميز حدثى ...

انتهى الكاتب من الرواية بصورتها النهائية فى العام ٢٠١٣ و بالرغم من أنها روايته الثالثة إلا أنها لاقت رفضا بالنشر من عدة جهات و ذلك لأسباب غير معلومة و لم يسمح بنشرها غير هذا العام .. 

تبدأ أحداث الرواية فى فترات مختلفة و متباعدة و تنتهى بثورة يناير و ما بين البداية و النهاية تتابع حدثى يرمز بشكل واقعى الى أسباب حياتية أدت الى النهاية أثناء الحدث الثورى أو الحركة الشعبية .. لا يمكن أن تصنف الرواية بالسياسية بقدر ما تصنف بالإنسانية فإختيار الكاتب للأحداث تناغميا و تسليط الضوء ما يدور فى خلجات النفس البشرية فى بعض الأحيان يجعل من الرواية معزوفة موسيقية على الوتر الإنسانى ...

و إليكم مقتطفات من الرواية 


نظره بعيدًا مد البصر إلى البحر يكسبه بهجة من نوع فريد يخفق لها القلب دون أن يدرى و كأنه جعل من خفقانه أمواجًا كتلك التى تتخابط فى البحر فى يوم شتاء.. لا يفهم هذا النوع من الشجون غير النورس فيحلق فى دروب تلك اللوحة منبئًا بصوت بعيد عن وجوده على استحياء..

انتهى الأمر.. انتهى كل ما أمله يومًا إلى لاشئ.. و الآن يجب عليه أن يرحل طفلًا صغيرًا.. ينزل من كرسيه المتحرك مترجلًا ممسكًا بيد سهام كما كان يفعل دومًا يمشى نحو باب الغرفة التى ترقد فيها جثته البالية.. ها قد أتى ميعاد الارتحال و آن له أن يبعد عن كل ما كان من لغط الحياة...

و لا تنسى ذلك الأخير ( الموت ) الذى لا ينتظر حتى أنه قد يباغتك و هذا هو القدر بعينه بكل أبعاده التى ليس بمقدورك التحكم بأى منها فقط يمكنك أن تموت على مبدأ أو كالبهائم .. و هذا قدرك الذى فى وسعك اختياره ...

كانت تشاهده حينما سقط على التلفاز.. صورته كانت واضحة.. تشعر أنه هو.. أخبار الثورة جعلت السفر مستحيلًا ما بين أمريكا و مصر.. الآن صار أيضًا لقاؤهما مستحيلًا آخر.. كان الرصاص أسرع إليه منها.. أحيانًا كثيرة لا تجرى الحياة كما نريد.. 


أرجو أن تنال الرواية رضاكم و يسعدنى مشاركتكم بالرأى ...