ايفا
هى الرواية الأولى التى صدرت عن دار المعارف للنشر و التوزيع و شاركت فى سلسلة من الاصدارات الجديدة لدار النشر تحمل اسم ابداعات جديدة .. و هى رواية تحكى قصة عالمة مصرية توصلت لاختراع يخلص البشرية من مرض قاتل و لكن المافيا الروسية حالت بينها و بين نشر اكتشافها حيث تواجه تلك الصراعات اينما ذهبت و فى الايطار الروائى يقدم الكاتب بأسلوب مستحدث فى الكتابة الروائية و هو الاسلوب المتوازى و هو من الأساليب البديعة و يعد الأصعب على الاطلاق من حيث الكتابة و السرد
كما شاركت الرواية فى معرض القاهرة الدولى للكتاب لعام 2015 و شاركت ايضا فى عدة معارض عربية من خلال دار النشر المصرية كما ان الرواية فى ايطار تحويلها الى مسلسل تلفيزونى ....
و اليكم بعض من الرواية على وعد بنشرها على هيئة حلقات خلال شهر رمضان
- قل له ايڤا
-
و هل يعرف سيادة المدير ايڤا .. هل انت بتلك الشهرة يا
صغيرتى ؟
-
جرب و أخبره بالامر
كانت تكلم الحارس الذى حضر جديدا .. يبدو على لهجته انه من الصعيد .. يقف
على البوابة و لا يعرف ان تلك الفتاة صاحبة الضفيرة و ملابس المدرسة الكحلية و
حقيبة المدرسة الجلدية السوداء .. هى ابنة السيد عبد الحميد مدير الشئون الادارية
فى مدرية الامن .. لو عرف الامر لأدى اليها التحية كما يفعل لمدير الامن نفسه ..
*****************
ليس من السهل على ان انسى ذلك
المشهد او يمحى من الذاكرة بأى حال من الاحوال .. يوم كنت واقفا فى الظلام امام
المقابر التى توسطت الاراضى الزراعية من حولها و سادتها ظلمة الليل حتى صارت من
امامى كبحر من الظلام سكنت امواجه و لم يبقى فيه غير الوحشة
تقف سيارة الاسعاف التى تحمل الجثة
.. أنوار اشارتها الاحمر و الازرق يكشف فى وسط الظلمة لمعان اعين لحيوانات تقف
بعيدا فى بحر الظلمة ذاك .. صمت عارم فى المكان سكون تام لا يكسرة غير صفير
الحشرات و بكاء امرأة فى الستين من عمرها قد حط الشيب على رأسها .. توج بعض من
الشعرات الظاهرة من تحت الطرحة السوداء .. و وجه مصفر و عينان منتفخة من البكاء ..
كنت لا زلت طفلا فى الخامسة من
العمر لا ادرك مما هو حولى الكثير .. غير هالة الحزن التى احاطت بذلك المشهد .. و
بعض اصوات القرائين ممن وقفوا حول المقبرة و احاطوا بها و حالوا بينى و بين ما كنت
اطوق الى رئياه .. المقبرة من الداخل .. لا اعرف ما هو الموت ؟ .. سألت ابى كثيرا
عنه و لكن دوما ما كان يجيب بطريقة مفادها دوما .. ليس المسؤول بأعلم من السائل ..
فى الحقيقة لم ترضى طموحى اجاباته .. او تطفئ تلك الحيرة يوما .. اكتب ذلك بعد
عشرات من السنوات بعد ذلك الموقف .. كل ما اتذكره يومها لا يتعدى ذلك الامر ...
المتوفى كان جدى .. يومها لم ابكى
فى حقيقة الامر .. لم اكن ادرك ما معنى انه قد مات .. فمنذ ساعات كان يلعب معى و
هو جالس على سريره كعادته .. و الآن هو فى تلك السيارة قد غطى بالقماش الابيض .. عندما
سألت أمى قالت ان هذا القبر بيت جدى الجديد الذى سيسكنه .. و لم لا يظل فى بيته
القديم مع جدتى ؟ .. ظننت حينها انهما تشاجرا مثلا فقرر ان ينصرف عنها ..
تلك الالغاز تجوب رأسى كلما فكرت فى الامر .. و
ينتهى الامر الى لاشئ .. ربما تفضى الى بعض التساؤلات .. بعضها يلاقى الاجابة و
بعضها يلاقى صمتا و بعضها يلاقى الغضب .. و لكن فى نهاية الامر يظل الامر لغزا ...
احمد زكريا الأمير

